تشهد صناعة الدهانات في دولة الإمارات العربية المتحدة تحولًا ملحوظًا في تفضيلات المستهلكين، مع تزايد الميل نحو الدهانات الصديقة للبيئة.
تُعد دولة الإمارات العربية المتحدة واحدة من أكثر الأسواق إثارةً وحيويةً وتحديًا للمنتجين والموردين المحليين والعالميين للدهانات. تُعرف بامتلاكها بعضًا من أعظم المعالم المعمارية، والمباني السكنية الفاخرة، وعدد هائل من المباني التجارية، وقد برزت الإمارات كسوق رئيسي لمنتجي الدهانات المحليين والعالميين. تقدم “عالم الدهان” نظرة عامة على صناعة الدهانات المتزايدة باستمرار في الإمارات في هذا التقرير.
نظرة عامة على صناعة الدهانات في الإمارات
تتكون دولة الإمارات من سبع إمارات – أبوظبي، دبي، الشارقة، عجمان، رأس الخيمة، أم القيوين، والفجيرة – وتحتل موقعًا استراتيجيًا، حيث تقع بين آسيا وأوروبا كمدخل لجزء كبير من سكان العالم.
تُعرف الإمارات بأعلى وأكبر وبعض من أكثر المشاريع الإنشائية اتساعًا في المنطقة بأسرها، وهي واحدة من أعلى الدول من حيث استخدام منتجات الدهان المعماري للفرد. تمتلك الدولة بعضًا من أعظم المعالم المعمارية التي تم إنشاؤها خلال الخمسين عامًا الماضية. وقد استخدمت هذه الإنشاءات كميات وفيرة من أفضل عروض الدهانات المقدمة من المنتجين المحليين والدوليين.
حالياً، تُعَدُّ الشريحة المعمارية المحرك الأكبر للطلب في صناعة الدهانات في الإمارات. أفاد تقرير حديث من شركة التحليل البياني “جلوبال داتا” بأن “حجم سوق البناء في دولة الإمارات العربية المتحدة بلغ 100.7 مليار دولار في عام 2023. ومن المتوقع أن يحقق السوق معدلات نمو قوية خلال الفترة من 2025 إلى 2028. ويعزى هذا النمو إلى ارتفاع أسعار النفط، وأهداف الانبعاثات الصفرية، وتوسع أسواق العقارات، وزيادة التكامل الإقليمي. كما أن خطة الحكومة لجذب استثمارات كبيرة في الاستثمارات الأجنبية المباشرة بحلول عام 2035 ستعزز أيضاً نمو سوق البناء في الإمارات.”
إلى جانب الدهانات المعمارية، تُعَدُّ الإمارات مستهلكاً رئيسياً للطلاءات الصناعية. إن قطاع النفط والغاز القوي في البلاد يُعتبر مستهلكاً رئيسياً للدهانات الواقية. وتُعَدُّ الدولة لاعباً مهماً في صناعة النفط والغاز العالمية، حيث تمتلك سادس أكبر احتياطات مؤكدة من النفط، وإنتاجاً يقارب 4 ملايين برميل من النفط الخام يومياً. وتُشكِّل صادرات النفط والغاز جزءاً كبيراً من اقتصاد الإمارات، حيث يعتمد 30% من الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات مباشرة على صناعة النفط والغاز.
الاتجاهات الرئيسية للاستهلاك والإنتاج.
إن إنتاج الدهانات في المناخ القاسي لدولة الإمارات العربية المتحدة يواجه تحديات كبيرة، حيث تؤثر الظروف المناخية بشكل كبير على طريقة تصنيع منتجات الدهانات وشحنها من موقع الإنتاج إلى العميل.
قال أحد التنفيذيين الرئيسيين من شركة الدهانات الوطنية لـ “سي دبليو” بشرط عدم الإفصاح عن هويته لأنه لم يكن مخولاً بإصدار تصريحات صحفية: “يعد التحكم في درجة الحرارة عاملاً مهماً جداً لدهانات الأداء. إن عدم التحكم في درجة الحرارة أثناء الإنتاج والنقل يمكن أن يجعل المنتج غير قابل للاستخدام. نحن نتعامل مع هذه التحديات من خلال بروتوكولات صارمة لتخزين ونقل المنتجات الحساسة لدرجة الحرارة. وقد وضعت شركتنا عملية شاملة لتخزين ومعالجة المواد الحساسة لدرجة الحرارة، وتم تدريب جميع الأفراد المعنيين في هذه العملية.”
تشهد صناعة الدهانات والطلاءات في دولة الإمارات العربية المتحدة تحولاً ملحوظاً في تفضيلات المستهلكين، مع ميل متزايد نحو الدهانات الصديقة للبيئة والمستدامة. استجابةً لهذه التغيرات في التفضيلات، يستثمر المنتجون المحليون والدوليون في البحث والتطوير لإنشاء دهانات عالية الأداء تلبي المعايير الجمالية والبيئية على حد سواء.
على سبيل المثال، فإن الشركة الرائدة في إنتاج الدهانات، أكزو نوبل، قد زودت سوق الإمارات العربية المتحدة بمجموعة دهاناتها المعروفة باسم “الكيمياء الباردة”، والتي تقلل من كمية الحرارة التي تمتصها المباني، مما يؤدي إلى انخفاض استهلاك الطاقة للتبريد – وهي قضية رئيسية في الإمارات، حيث تصل درجات الحرارة إلى 45 درجة مئوية خلال أشهر الصيف.
لقد أدي توفر منتجات الدهان المتقدمة وعالية الجودة إلى دفع عدد كبير من مالكي المشاريع لاختيار هذه المنتجات. على سبيل المثال، قام مالكو مشروع “برج المدينة” في دبي باستبدال دهان سائل من فلوريد البولي فينيليدين بمنتج معدني ملتصق بالمذيبات يقاوم الظروف الجوية القاسية دون التأثير على احتفاظ اللون.
وبالمثل، اختار مالكو مشروع “جوهرة الخور” مجموعة متميزة من دهانات البودرة من منتج دهانات أوروبي مقره الإمارات، والذي يتمتع بمقاومة فائقة للعوامل الجوية. “جوهرة الخور” هو مشروع تطوير متعدد الاستخدامات يمتد على مليون متر مربع في منطقة بورسعيد في ديرة، ويقع في موقع استراتيجي على الشاطئ الشمالي لخور دبي. يتضمن المشروع مزيجًا من الاستخدامات السكنية والتجارية والضيافة والترفيهية.